کد مطلب:167906 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:241

مناقشة هذه المتون
إنَّ المشهور وهو الصحیح [1] أنَّ الامام الحسین علیه السلام كان قد خرج من مكّة الی العراق یوم الثلاثاء، یوم الثامن من ذی الحجّة سنة ستین، وعلیه فإنّ القول الخامس الاخیر وهو قول الدینوری فی (الاخبار الطوال) لایُعتدُّ به، ولایستقیم إلاّ إذا كانت ثمان بدلاً من ثلاث، أی أنَّ ثلاثاً وقعت تصحیفاً لثمانٍ، وهو أمرٌ ممكن الوقوع.

أمّا القول الرابع: (ویُقال یوم الاربعاء لسبع مضین سنة ستین من یوم عرفة بعد مخرج الحسین من مكّة مقبلاً الی الكوفة بیوم.) فهو فضلاً عن غموض دلالته، شاذٌ فی نفسه علی ظاهره، [2] ولایستقیم معناه إلاّ إذا كانت (فی) بدلاً مِن (من)، و (لتسعٍ) بدلاً من (لسبعٍ)، فیكون علی النحو التالی: ویقال یوم الاربعاء لتسعٍ


مضین سنة ستین فی یوم عرفة، بعد مخرج الحسین من مكّة مقبلاً إلی الكوفة بیوم.

ومثل هذا التصحیف ممكن وكثیر الوقوع..

أمّا القول الثالث فیؤاخذ علی مبناه بأنّ خروج الامام علیه السلام كان یوم السابع من ذی الحجّة، وهو خلاف المشهور الصحیح.

فلایبقی من هذه الاقوال بعد هذا إلاّ مالایُعارض المشهور الصحیح وهو أنّ خروج الامام علیه السلام من مكّة الی العراق كان فی یوم الترویة یوم الثامن من ذی الحجّة سنة ستین للهجرة.

وعلی هذا یكون خروج مسلم بن عقیل علیه السلام فی الكوفة یوم الثلاثاء یوم الترویة، یوم الثامن من ذی الحجّة سنة ستین، ویكون یوم مقتله یوم الاربعاء لتسع مضین منه، أی یوم عرفة، وهو الاقوی.

أو كان خروجه یوم التاسع من ذی الحجّة بتلك السنة، [3] فیكون مقتله علیه السلام فی الیوم العاشر منه، أی یوم عید الاضحی، وهو الاضعف. [4] .


[1] فضلاً عن الشهرة التأريخية، فإنّ أقوي الادلّة علي هذا هو قول الامام الحسين عليه السلام في رسالته الثانية إلي أهل الكوفة: (.. وقد شخصت إليكم من مكّة يوم الثلاثاء لثمانٍ مضين من ذي الحجّة يوم التروية...) (تأريخ الطبري، 3:301)، وهناك روايتان عن الامام الصادق عليه السلام أخبر فيهما أنّ الامام الحسين عليه السلام خرج من مكّة يوم التروية (راجع: الكافي، 4:535 رقم 4، والتهذيب، 5:436، رقم 162؛ والاستبصار، 2:327، رقم 1160).

[2] ذلك لانّ ظاهر معني سبعة ايّام مضين حساباً من يوم عرفة هو أنّ المراد بذلك اليوم: اليوم الخامس عشر، وإذا كان يوم عرفة في تلك السنة يوم الاربعاء، فلن يكون هذا اليوم المراد يوم أربعاء كما ورد في النص. وإذا كان الحساب ممّا بعد عرفة، فيوم الاربعاء هذا يكون هو اليوم السادس عشر. والقول بهذا شاذُّ غريب علي كلاالاحتمالين، فتأمّل!.

[3] كما ذهب إلي هذا أيضاً علي نحو الاحتمال مع ذكر القول الاول المسعودي حيث أضاف: (وقيل: يوم الاربعاء يوم عرفة لتسع مضين من ذي الحجّة سنة ستين) (مروج الذهب، 3:70)، وكذلك ابن الاثير حيث قال: (وقيل: لتسع مضين منه) (الكامل في التأريخ، 3: 275).

[4] ودليل ذلك أننا لم نعثر علي أيّه إشارة تأريخية تفيد أنّ اليوم الذي قُتل فيه مسلم عليه السلام كان يوم عيد.